السلامة فوق كل اعتبار
الخامس من يونيو كان يومًا تاريخيًا لشركة بوينغ. حيث كان من المقرر أن تقوم المركبة الفضائيّة التابعة للشركة، "ستارلاينر"، بأول رحلة مأهولة إلى محطة الفضاء الدولية لمدة 8 أيام، ثم تعود إلى الأرض. كان على متن المركبة رائدا فضاء متمرسان عند إطلاقها من كيب كانافيرال في فلوريدا. على الرغم من اكتشاف تسرب غاز هيليوم في المركبة قبل لحظة من الإطلاق، قررت بوينغ أن المركبة صالحة لمواصلة المهمة المأهولة كالمخطط. مع ذلك، استمرت المشاكل خلال الرحلة، وأبلغ رائدا الفضاء عن تسريبات هيليوم إضافية وأعطال في بعض المحركات الـ 48. لحسن الحظ، وصل رائدا الفضاء بسلام إلى وجهتهما والتحما بأمان بمحطة الفضاء الدولية. في هذه المرحلة، لم يكونا يعلمان بعد أن رحلتهما، التي كان من المفترض أن تستغرق ثمانية أيام، ستتحول إلى إقامة تمتد لأكثر من نصف عام دون تحديد موعد لعودتهما. لسوء الحظ، لم يتمكن طاقم محطة الفضاء الدولية من تحديد الأعطال وإصلاحها، مما أجبر الطاقم على انتظار تعليمات إضافية. بعد فترة قصيرة، تقرر أن المركبة الفضائية لم تكن مؤهلة بشكل كافٍ لإعادة رائدي الفضاء إلى الأرض بأمان، وبعد ثلاثة أشهر من التحامها، اضطر الطاقم إلى توديع المركبة، التي عادت إلى الأرض غير مأهولة. هبطت مركبة "ستارلاينر" بنجاح في الميناء الفضائي White Sands في نيو مكسيكو في 6 سبتمبر، وبدأت شركة بوينغ العمل على تحديد وحل المشاكل التي واجهتها المركبة خلال رحلتها إلى الفضاء. بعد بضعة أشهر، أكدت بوينغ أن منافستها SpaceX ستخصص مقعدين على متن مركبة "دراغون" في مهمة Crew-9 التابعة لـ NASA إلى محطة الفضاء، لتعيد معها رائدي الفضاء التابعين لشركة بوينغ إلى الأرض. التحديات الفيزيولوجية للمكوث الطويل في الفضاء في مقابلة مع جاكلين ماكليري، بروفسور للفيزياء في جامعة نورث إيسترن، وصفت التأثيرات المحتملة للمكوث المتواصل في الفضاء. أشارت ماكليري في المقابلة إلى أن رواد الفضاء قد يعانون من الغثيان، الدوار، تورم الوجه ومشاكل في الجهاز الهضمي. خلال المكوث في الفضاء لمدة سنة تقريبًا، تم في الماضي توثيق حالات مختلفة لتغيرات في تنظيم الجينات، في ميكروبيوم الأمعاء، في كثافة العظام وغيرها. ونظرًا لأن الجسم لا يواجه قوة الجاذبية، يبدأ في فقدان قوته وأداء عضلاته. في النهاية، أشار العديد من رواد الفضاء إلى وجود شعورهم بالعزلة الشديدة. في الفضاء سونيـتا (ساني) ويليامز (58 عامًا) وبيري (بوتش) ويلمور (61 عامًا) كانا ضابطين وطيارَيّ اختبار في القوات البحرية الأمريكية قبل أن يصبحا رائدي فضاء في ناسا قبل أكثر من 20 عامًا. تمتلك ويليامز خبرة واسعة كرائدة فضاء. أجرت تجارب في ظروف منعدمة الجاذبية إطلاقًا، وتحمل العديد من الأرقام القياسية في السير في الفضاء. قاد ويلمور في السابق مكوك الفضاء أتلانتيس إلى محطة الفضاء الدولية، وشارك في أول مرة يقوم فيها البشر بإنشاء محطة عمل في الفضاء. تم اختيارهما ليكونا طيارَيّ الاختبار في الإطلاق الأول لمركبة "ستارلاينر"، وهي البديل الذي طورته ناسا لمركبة "دراغون" التابعة لشركة SpaceX، والتي تتمتع بأداء فائق. أشار ويليامز وويلمور في مقابلة لهما أن رؤية مركبتهما الفضائية تغادر بدونهما كان أمرًا صعبًا، لكنهما سعيدان باستغلال الوقت الإضافي للعمل على الأبحاث، والصيانة، وتحليل البيانات كجزء من اندماجهما في مهمة "Expedition 72". وضعت NASA خطة عمل متكاملة لمكوثها الطويل في محطة الفضاء الدولية، وتم تكليف ساني بقيادة المحطة بفضل خبرتها الواسعة. سلامة رواد الفضاء هي الأولوية القصوى تعتبر سلامة رواد الفضاء على رأس أولويات صنّاع القرار، وكان من الصواب اختيار الإمكانية الأكثر أمانًا وتجنب المخاطر الكامنة في إعادة الرواد في مركبة فضائية معطوبة، كما كنا نقول في السرب: "الشك لا يغلب اليقين". بالنسبة لوكالة ناسا، شخصية الكلب "سنوبي" هي رمز للسلامة. يُمنح "وسام سنوبي الفضي" (The Silver Snoopy) شخصيًا من قبل رواد الفضاء في ناسا إلى موظفيها ومقاوليها الفرعيين تقديرًا لإنجازاتهم الاستثنائية في مجال سلامة الرحلات الفضائية المأهولة ونجاحها. تقديرًا لمساهمة شركة الساعات "أوميغا" في أبحاث الفضاء، لا سيما في مهمة أبولو 13، حصلت الشركة على الجائزة من رواد فضاء ناسا عام 1970. لهذا السبب، اقترحت ابنتي، شير، أن أرتدي على بدلتي الفضائية ساعة مميزة من أوميغا، تعرض مسار مهمة أبولو 13 إلى القمر، من خلال شخصية كرتونية لسنوبي داخل مركبته الفضائية الخاصة. وختامًا، التعاون الدولي وبين الصناعات يُعتبَر أمرًا ضروريًا لتعزيز سلامة أبحاث الفضاء المأهول. الفضاء ملك للجميع، وسنواصل اكتشاف أسراره لصالح البشرية كلها.
السلامة فوق كل اعتبار
January 21, 2025

السلامة فوق كل اعتبار
January 21, 2025

الخامس من يونيو كان يومًا تاريخيًا لشركة بوينغ. حيث كان من المقرر أن تقوم المركبة الفضائيّة التابعة للشركة، "ستارلاينر"، بأول رحلة مأهولة إلى محطة الفضاء الدولية لمدة 8 أيام، ثم تعود إلى الأرض. كان على متن المركبة رائدا فضاء متمرسان عند إطلاقها من كيب كانافيرال في فلوريدا. على الرغم من اكتشاف تسرب غاز هيليوم في المركبة قبل لحظة من الإطلاق، قررت بوينغ أن المركبة صالحة لمواصلة المهمة المأهولة كالمخطط. مع ذلك، استمرت المشاكل خلال الرحلة، وأبلغ رائدا الفضاء عن تسريبات هيليوم إضافية وأعطال في بعض المحركات الـ 48. لحسن الحظ، وصل رائدا الفضاء بسلام إلى وجهتهما والتحما بأمان بمحطة الفضاء الدولية. في هذه المرحلة، لم يكونا يعلمان بعد أن رحلتهما، التي كان من المفترض أن تستغرق ثمانية أيام، ستتحول إلى إقامة تمتد لأكثر من نصف عام دون تحديد موعد لعودتهما. لسوء الحظ، لم يتمكن طاقم محطة الفضاء الدولية من تحديد الأعطال وإصلاحها، مما أجبر الطاقم على انتظار تعليمات إضافية. بعد فترة قصيرة، تقرر أن المركبة الفضائية لم تكن مؤهلة بشكل كافٍ لإعادة رائدي الفضاء إلى الأرض بأمان، وبعد ثلاثة أشهر من التحامها، اضطر الطاقم إلى توديع المركبة، التي عادت إلى الأرض غير مأهولة. هبطت مركبة "ستارلاينر" بنجاح في الميناء الفضائي White Sands في نيو مكسيكو في 6 سبتمبر، وبدأت شركة بوينغ العمل على تحديد وحل المشاكل التي واجهتها المركبة خلال رحلتها إلى الفضاء. بعد بضعة أشهر، أكدت بوينغ أن منافستها SpaceX ستخصص مقعدين على متن مركبة "دراغون" في مهمة Crew-9 التابعة لـ NASA إلى محطة الفضاء، لتعيد معها رائدي الفضاء التابعين لشركة بوينغ إلى الأرض. التحديات الفيزيولوجية للمكوث الطويل في الفضاء في مقابلة مع جاكلين ماكليري، بروفسور للفيزياء في جامعة نورث إيسترن، وصفت التأثيرات المحتملة للمكوث المتواصل في الفضاء. أشارت ماكليري في المقابلة إلى أن رواد الفضاء قد يعانون من الغثيان، الدوار، تورم الوجه ومشاكل في الجهاز الهضمي. خلال المكوث في الفضاء لمدة سنة تقريبًا، تم في الماضي توثيق حالات مختلفة لتغيرات في تنظيم الجينات، في ميكروبيوم الأمعاء، في كثافة العظام وغيرها. ونظرًا لأن الجسم لا يواجه قوة الجاذبية، يبدأ في فقدان قوته وأداء عضلاته. في النهاية، أشار العديد من رواد الفضاء إلى وجود شعورهم بالعزلة الشديدة. في الفضاء سونيـتا (ساني) ويليامز (58 عامًا) وبيري (بوتش) ويلمور (61 عامًا) كانا ضابطين وطيارَيّ اختبار في القوات البحرية الأمريكية قبل أن يصبحا رائدي فضاء في ناسا قبل أكثر من 20 عامًا. تمتلك ويليامز خبرة واسعة كرائدة فضاء. أجرت تجارب في ظروف منعدمة الجاذبية إطلاقًا، وتحمل العديد من الأرقام القياسية في السير في الفضاء. قاد ويلمور في السابق مكوك الفضاء أتلانتيس إلى محطة الفضاء الدولية، وشارك في أول مرة يقوم فيها البشر بإنشاء محطة عمل في الفضاء. تم اختيارهما ليكونا طيارَيّ الاختبار في الإطلاق الأول لمركبة "ستارلاينر"، وهي البديل الذي طورته ناسا لمركبة "دراغون" التابعة لشركة SpaceX، والتي تتمتع بأداء فائق. أشار ويليامز وويلمور في مقابلة لهما أن رؤية مركبتهما الفضائية تغادر بدونهما كان أمرًا صعبًا، لكنهما سعيدان باستغلال الوقت الإضافي للعمل على الأبحاث، والصيانة، وتحليل البيانات كجزء من اندماجهما في مهمة "Expedition 72". وضعت NASA خطة عمل متكاملة لمكوثها الطويل في محطة الفضاء الدولية، وتم تكليف ساني بقيادة المحطة بفضل خبرتها الواسعة. سلامة رواد الفضاء هي الأولوية القصوى تعتبر سلامة رواد الفضاء على رأس أولويات صنّاع القرار، وكان من الصواب اختيار الإمكانية الأكثر أمانًا وتجنب المخاطر الكامنة في إعادة الرواد في مركبة فضائية معطوبة، كما كنا نقول في السرب: "الشك لا يغلب اليقين". بالنسبة لوكالة ناسا، شخصية الكلب "سنوبي" هي رمز للسلامة. يُمنح "وسام سنوبي الفضي" (The Silver Snoopy) شخصيًا من قبل رواد الفضاء في ناسا إلى موظفيها ومقاوليها الفرعيين تقديرًا لإنجازاتهم الاستثنائية في مجال سلامة الرحلات الفضائية المأهولة ونجاحها. تقديرًا لمساهمة شركة الساعات "أوميغا" في أبحاث الفضاء، لا سيما في مهمة أبولو 13، حصلت الشركة على الجائزة من رواد فضاء ناسا عام 1970. لهذا السبب، اقترحت ابنتي، شير، أن أرتدي على بدلتي الفضائية ساعة مميزة من أوميغا، تعرض مسار مهمة أبولو 13 إلى القمر، من خلال شخصية كرتونية لسنوبي داخل مركبته الفضائية الخاصة. وختامًا، التعاون الدولي وبين الصناعات يُعتبَر أمرًا ضروريًا لتعزيز سلامة أبحاث الفضاء المأهول. الفضاء ملك للجميع، وسنواصل اكتشاف أسراره لصالح البشرية كلها.